responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبسات من السيرة العلوية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 170

الأشجار، لكنّه إن خرج من الإعتدال وتحول إلى عاصفة لأصبح مصيبة كبرى. وعليه فالنسيم بصورته المعتدلة نعمة وإن خرج من حده فهو بلاء. والغفلة كذلك. فإن غفل الإنسان عن خاتمة الحياة والموت واللَّه والمعاد كان شقياً وقد يقود إلى أضرار لا يمكن تلافيها؛ كأن يغفل الإنسان حتى أواخر حياته ولا يفيق من هذه الغفلة سوى بالموت حيث لا مجال لتدارك ما مضى.

سبل مكافحة الغفلة:

أوصى أولياء اللَّه الناس بضرورة القضاء على الغفلة، وذكر الموت يعد أحد سبل مكافحة الغفلة، وما جاء في الخبر: «إجعل وصيتك تحت رأسك كل ليلة» [1] لتحقيق هذا الهدف. وقد ركز الإمام عليه السلام على هذا المطلب في هذه الرواية فأراد إيقاظ الغفلة بواسطة ذكر الموت. فقال عليه السلام طبق هذه الرواية: «كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه وإنّما هو كفنه» سيما في زماننا وعصرنا الذي راج وتفاقم فيه الموت. ويبني الشخص الغافل بيتاً ويغطي نفقاته من أي طريق ليسكنها ويعيش فيها، وقد غفل عن أنّ ذلك البيت مقبرته وموضع دفنه. وتشهد بعض المقابر الكبرى العديد من القبور التي أعدت من قبل حفاري القبور، وربّما كانت تلك القبور قبورهم التي يدفنون فيها دون غيرهم. والنتيجة أنّ الغفلة بحدها الطبيعى نعمة وإن خرجت من الإعتدال تحولت إلى بلاء.


[1]. وسائل الشيعة، ج 13، ص 352، ح 5 و 7.

نام کتاب : قبسات من السيرة العلوية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست