قال الإمام علي عليه السلام: «كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه وإنّما هو كفنه
ويبني بيته ليسكنه وإنّما هو موضع قبره». [1]
الشرح والتفسير
السؤال: الغفلة نعمة أم بلاء؟
الجواب: الغفلة من جانب تُعدّ من النعم الإلهيّة؛ لأنّ
الحياة متعذرة دون الغفلة. فتصور الأسرة التي تفقد ولدها العزيز، فلو تواصل حزنها
وألمها زمناً طويلًا على فقد ولدها لتكدّرت حياتها وأصبحت جحيماً، ولكن سرعان
ماتطرح على هذه المصيبة حجب الغفلة بصفتها نعمة إلهية لينسوها شيئاً فشيئاً. وهكذا
في سائر المشاكل، كالغدر والخيانة والضرر والخسارة والهزيمة وما شابه ذلك فإنّ
الغفلة تساعد الإنسان في ذلك. وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام في توحيد
المفضل [2].
طبعاًإن خرجت هذه النعمة الإلهيّة من حالة الإعتدال لتحولت إلى بلاء؛ فالنسيم
نعمة؛ لأنّه يغيّر وضع الهواء من مكان لآخر ويقضي على السموم ويلقح الأزهار ويثمر
ويورق