قال الإمام علي عليه السلام: «كم من صائم ليس له من صيامه إلّاالجوع والظمأ،
وكم من قائم ليس له من قيامه إلّاالسهروالعناء، حبذا صوم الأكياس وإفطارهم». [1]
الشرح والتفسير
فيض اللَّه مطلق ولطفه تعالى لا متناهٍ، والعبادات تنبع من فيض اللَّه. وعليه
فبركات العبادة لامحدودة. نعم، بركات الصلاة والصوم وتلاوة القرآن وحج بيت اللَّه
وزيارة المعصومين عليه السلام وسائر العبادات خارجة عن الحدود؛ لأنّ مصدرها لا
محدود. إلّاأنّ العباد ليسوا متساويين في الاستفادة من هذه البركات، بل استفادة كل
شخص تتناسب مع استعداده وتقواه وإيمانه. فالمطر ينزل بصورة لا محدودة، إلّاأنّ حصة
كل بقعة ومزرعة بقدر سعتها. واستفادة كل إنسان تتوقف على الظرف الموضوع تحت المطر.
وإننا لنتجه حين العبادة صوب ينبوع الرحمة الإلهيّة المتدفق والمطلق اللامتناهي،
إلّاأنّ كل شخص يستطيع التزود من ذلك الينبوع بما يحمل من ظرف. تصور بستاناً
مليئاً بالفاكهة والكثير من الأزهار
[1]. نهج البلاغة، قصار الكلمات، 145.
كما وردت الرواية المذكورة اكثر خلاصة عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه
قال: «ربّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش وربّ قائم حظه من قيامه السهر». ميزان
الحكمة، الباب 2356، ح 10639.