فقلت: لماذا
تنسبون كل حادثة إلينا، فهذه الحادثة قد صنعتموها أنتم والجميع يعلم بذلك، فهل أنت
تفرض نفسك محامياً عن كاتب تلك المقالة؟ إنّ إطفاء هذه النار الملتهبة ليس بالعمل
اليسير، والمفروض أن تقوموا بتقديم الاعتذار عن تلكالمقالة وتقولوا: إنّ ذلك
الكاتب قد أخطأ وسوف نعمل على إصلاح الوضع وجبران الثغرة، فلماذا أطلقتم النار على
الناس الذين خرجوا بشكل قانوني اعتراضاً على كاتب المقالة العميل؟ فقال: الواقع
أننا لا نعرف ما هو الباعث على كتابة تلك المقالة؟ ومن هو كاتبها؟ ... على أيّة
حال لقد تجاوز الوضع الحالة الطبيعية، تفضل ... (إلى محل المنفى).
قلت: أين؟
فقال: سيتّضح
لك بعد ذلك.
وفي هذه
الأثناء دخل أحد المأمورين إلى الغرفة وقال: سيدي إنّ فلان (وذكر اسم القاضي) لم
يوافق على توقيف وسجن الثلاثة الآخرين (ولم يتضح من يقصد بهؤلاء الثلاثة) فقال
رئيس السافاك بحدّة وغضب وبدون اهتمام بوجودي كشاهد على ما يقول: ليخسأ هذا القاضي
فأنا حكمت بتوقيفهم ... وتتجلّى بصورة جيدة الحكومة المطلقة لجهاز السافاك على
الإدارات والأجهزة الحكومية، قلت في نفسي: «مرحباً بهذه الحكومة الديمقراطية
للسافاك».