نام کتاب : انوار الفقاهة(كتاب الحدود و التعزيرات) نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 12
و على كل حال
فلنعد الى تفسير الحد و التعزير في اللغة و مصطلح الفقهاء، قد عرفت تفسير الحد في
اللغة بالمنع في كلام المسالك و كذلك في كلام الرياض و التنقيح، و قال المحقق
الخوانسارى في جامع المدارك: ان تفسير الحد بالمنع في اللغة هو المعروف (بينهم).
[1]
و قال في
كتاب الفقه على المذاهب الأربعة: الحد في اللغة المنع و منه الحداد للبواب، لمنعه
الناس عن الدخول، و حدود العقار موانع من وقوع الاشتراك، و سمى اللفظ الجامع المانع
حدا لأنه يجمع معانى الشىء و يمنع دخول غيره فيه، و حدود الشرع موانع و زواجر عن
ارتكاب أسبابها. [2]
هذا و لكن
الذى يظهر من كلام الراغب في المفردات الذى بنائه على بيان اصول اللغات: ان
المفهوم الاصلى للحد هو الحاجز بين الشيئين الذى يمنع اختلاط احدهما بالاخر، و حد
الدار ما يتميز به عن غيرها و حد الشيء (بمعنى تعريفه) هو الوصف المحيط بمعناه
المميّز له عن غيره، ثم قال ما حاصله: حيث ان الحد مانع عن الاختلاط استعمل هذه
اللفظة في معنى المنع و لذا يقال حد الزنا و الخمر لكونه مانعا لفاعله عن معاودة
مثله و لغيره من الناس ان يرتكب مثله.
و هذا المعنى
ظاهر ابن منظور في «لسان العرب» أيضا حيث قال: الحد الفصل بين الشيئين لئلا يختلط
احدهما بالاخر- ثم اضاف إليه- أو لئلا يتعدى احدهما على الآخر ....
ثم جمع
بينهما و قال: و اصل الحد المنع و الفصل بين الشيئين و كان حدود الشرع فصلت بين
الحلال و الحرام و حد السارق و غيره ما يمنعه عن المعاودة (انتهى).
و الذى يتحصل
من جميع ذلك ان أصل معنى هذا اللفظ هو الحاجز و الفاصل