الرواية السابعة من الباب 25 ما يدلّ على المنع من مجرّد تعلّمه، و لكن الظاهر
أنّه ناظر إلى صورة تعلّمه بقصد استعماله، فتدبّر.
السادس: الطّلّسمات لفتح الحصون و شبهها
ما يحكى عن بعض العلماء الكبار من التوسّل ببعض الأدعية و الطّلّسمات لفتح
الحصون و غلبة الجيوش، أو العوذة الواردة في بعض الروايات لدفع الأمراض و غيرها،
فليست من السحر قطعا، بل و كذا ما يحكى عنهم من جعل حمّام حارا بشمعة- لو ثبت ذلك-
بل ما هو موجود من بعض البنايات المتحرّكة كما في «اصفهان» أو غيرها، فليس شيء من
ذلك من السحر، لأنّه لم يقصد بها خديعة و ان كانت خوارق عادات بأسباب خفيّة، و هو
ظاهر.
السابع: فرق آخر بين السحر و المعجزة
تبيّن ممّا ذكرنا فرق آخر بين السحر و المعجزة مضافا إلى ما مرّ و هو أنّ
السحر دائما فيه نوع خديعة أو إضرار، و ليست المعجزة كذلك، مضافا إلى أنّ السحر
محدود بأشياء تعلّمها الساحر، و المعجزة غير محدودة بشيء.
11- الشعبذة
الشعبدة و الشعبذة- بفتح الشين- واحد من حيث الوزن و المعنى، و ذكر أرباب
اللغة في معناها ما حاصله: «أنّها خفّة في اليد، و أعمال كالسحر، ترى الشيء
بالعين بغير ما هو عليه».
بل يظهر من بعضهم (كمنتهى الارب) أنّها من أقسام السحر، و لكن المصرّح في
مصباح اللغة و لسان العرب أنّها كالسحر يرى الإنسان ما ليس له حقيقة.
قال العلّامة قدّس سرّه في «المنتهى»: و الشعبدة حرام و هي الحركات السريعة
جدّا بحيث يخفى على الحسّ الفرق بين الشيء أو شبهه، لسرعة انتقاله من الشيء إلى
شبهه.
و نقل في شرحه في المفتاح عن القاموس: «أنّها خفّة في اليد و أخذ كالسحر يرى
الشيء بغير ما عليه في رأى العين».