responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 55

ولكن عندما يواجه هؤلاء في حركتهم هذه طريقاً مسدوداً ويرون أوثانهم عاجزة حتى من الدفاع عن نفسها وعن أتباعها، يستيقظ وجدانهم النائم ويكونون مصداقاً لقوله تعالى:

«فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ» [1]. وحينئذٍ تنكشف لهم سخافة تصورهم السابق وعبادتهم الباطلة للأوثان وربّما يسخرون من أنفسهم ويشطبون على عقائدهم بخط البطلان.

وعلى ضوء ذلك فإنّ الدوافع الموهومة والتصورات الباطلة لها تأثير محدود ومؤقت على حركة الإنسان وتفتقد إلى العمق العقلي والروحي، لأنّ هذه الدوافع والمحفزات تستمد قوتها من جهل الناس وتعصبهم، وبمجرّد أن تشرق في نفوسهم جذوة من العلم والوعي فإنّ هذه التصورات الموهومة والمحفزات الواهية ستزول من واقع الإنسان وينعدم تأثيرها في حياته.

وأمّا القسم الثاني: «الدوافع المادية» فبما أنّها تملك واقعاً موضوعياً في واقع الحياة والإنسان فإنّها تملك تأثيراً أوسع وأكبر ولكن مع كل ذلك فإنّها لا تمتد إلى حيث العمق الروحي، وتبقى مهزوزة.

على سبيل المثال: من النادر أن نجد ضابطاً في الجيش يعرض نفسه للخطر بدافع الامتيازات والحقوق المالية والعناوين الاجتماعية التي تعتبر من جملة الامتيازات المادية التي تدفع بالإنسان باتجاه المزيد من الرقي والحركة في حياته الاجتماعية، فإذا واجه هذا الضابط حرباً مع العدو فإنّه يشعر بوجوب المشاركة الفعّالة في هذه المعركة ولزوم تعريض نفسه للخطر، ولكنّه إذا كان يتحرك من منطلقات تلك الامتيازت فإنّه سيسعى بكل جهد أن يبقى بعيداً عن المهلكة وموارد الخطر.

ومن هنا نرى في الحروب كحرب فيتنام أنّ الجنود والضباط الأمريكيين غالباً ما يسألون أنفسهم: ما هو الدافع لمشاركتنا في هذه الحرب؟ وما هي مصلحتنا في أن نضحي بأنفسنا في هذه المنطقة من العالم؟


[1]. سورة الأنبياء، الآية 64.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست