responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 54

النظامي، مسألة إيجاد الدوافع والمحركات، فإيجاد الحركة في منظومة وتشكيلة، على أساس تعبئة جميع الطاقات الخفية، لضمان حيوية هذه الإدارة والتشكيلة، ولحسن الحظ أنّ ثقافة «الإيمان باللَّه» في التشكيلات الإسلامية هي الحاكمة وتمتد إلى أعماق نفوس المؤمنين وتخلق فيهم روح التضحية والإيثار، فإيجاد مثل هذا الدافع الأخلاقي ليس عملًا ميسوراً، فحسب بل هناك منابع غنية لإثارة وإيجاد هذا الدافع والمحرك في واقع الفرد والمجتمع الإسلامي.

وتوضيح ذلك، أنّه لا يوجد أي شخص يتحرك باتجاه عمل معين بدون وجود دافع ومحرك في نفسه، وهذا الدافع، وخلافاً للدوافع الغريزية الحاكمة على الحيوانات، يجب أن يتوفر في واقع الإنسان من خلال الفهم والشعور والوعي، ويمكن تشبيه الدافع في الإنسان بمنزلة الوقود لمحرك السيارة مع فارق أنّ تأثير الوقود في المحرك هو تأثير إجباري، ولكنّ الدوافع لأفعال الإنسان اختيارية لوجود أصل حرية الإنسان واختياره في حركة الحياة.

إنّ كيفية وقوة «الدوافع» ترتبط برابطة وثيقة مع الثقافة الحاكمة والسائدة على المجتمع، فكلما كانت ثقافة المجتمع غنيّة وثرية فإنّ الدوافع والمحفزات ستكون قوية ومقتدرة.

ويمكن تقسيم الدوافع إلى ثلاثة أنواع:

أ) الدوافع التصورية.

ب) الدوافع المادية.

ج) الدوافع المعنوية.

أمّا القسم الأول: فيتكوّن من الخيالات والخرافات والتصورات الواهية التي ربّما تشكل عاملًا على حركة مجتمع باتجاه معين، والمصداق الكامل لهذا النوع من الدوافع ما يتوفر في المجتمعات الوثنية.

إنّ تصور القداسة للأوثان ومقولة شفاعة الأوثان الخرافية وتصور وجود فهم وشعور لهذه الأوثان والتقرب إلى اللَّه من خلال عبادتها كل ذلك من معالم حركة المجتمعات الوثنية ومن المحفزات الموهومة في حركة هذه المجتمعات البشرية.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست