responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 30

إلّا أن قال لهم بالهام إلهي: «ناقَتي مأمورة» [1]، فاتركوها تجلس حيث تريد، وهكذا استمرت الناقة في مسيرها إلى أن وصلت إلى دار «أبي أيوب الأنصاري»، وأناخت عندها ودخل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله دار هذا الأنصاري وتمّ حلّ المسألة بدون أي نزاع أو كدر.

2- عقد المؤاخاة

كان المجتمع الإسلامي الصغير آنذاك يتكون من طائفتين: «المهاجرون» القادمون من مكّة المكرمة، و «الأنصار» وهم أهالي المدينة، وكانت هاتان الطائفتان تختلفان في الثقافة والآداب والتقاليد وما إلى ذلك، ولم يكن يجمعهما سوى الإسلام.

ومن هنا كان ينبغي على النبي الأكرم صلى الله عليه و آله اتباع اسلوب دقيق في إدارة الأمور من خلال توحيد الدوافع وإزاحة كل ما من شأنه أن يثير الخلاف والاختلاف.

هنا أقدم النبي الأكرم صلى الله عليه و آله على ابتكار عجيب وهو عقد «المؤاخاة» بين أفراد هاتين الطائفتين من المسلمين، فصحيح أنّ جميع المؤمنين إخوة ولكنّ هذا العقد بين كل واحد من المهاجرين مع واحد من الأنصار كان له تأثير عجيب في تحكيم وشائج الاخوة وأواصر العلاقة بين أفراد المجتمع الجديد، ومن هذه الجهة إنحلت مشكلة أخرى وهي غربة المهاجرين في وطنهم الجديد، وكذلك رفع كل أشكال التمييز الفئوي من جهة أخرى بحيث أصبح جميع الأفراد وكأنّهم أعضاء اسرة واحدة، بل إنّ هذه الأخوّة امتدّت إلى مسألة «التوارث» حيث كان أحد المهاجرين يرث من أخيه الأنصاري وبالعكس، وطبعاً كان ذلك قبل نزول آيات الإرث بين الأرحام.

3- المسجد مقرّ العبادة والسياسة

كان المجتمع الإسلامي الجديد يحتاج إلى مركز اجتماعي ومعنوي ليكون محوراً للنشاطات والحكم وتيسير الأمور، وكما تقدم سابقاً فإنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله أقدم بأمر من اللَّه‌


[1]. انظر: سيرة ابن هشام، ج 2، ص 140.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست