responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 115

ينبغي أن يكون إيمانه العميق بتعاليم ذلك الدين هو الباعث الأصلي والدافع الحقيقي لأداء تكاليفه والوظائف الملقاة على عاتقه.

وهنا تخرج المسألة عن مقولة مراعاة سلسلة المراتب، والاحساس بالمسؤولية في مقابل المراتب العليا من المسؤولين وتأخذ طابعاً «تلقائياً» ويكون الاندفاع في هذه المسألة ذاتياً، وممّا يجدر ذكره أنّ القرآن الكريم يتحدث عن نبي الإسلام ويقول: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ...» [1].

فإيمان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ب «ما انزلَ عَلَيهِ» يتجلى في جميع أعماله وسلوكياته ويتجلى‌ في جميع أقواله وحركاته في واقع الحياة الفردية والاجتماعية.

ولم يرد في أي من المصادر التاريخية أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله فرّ من ميدان القتال والجهاد، فحتى في ميدان معركة احد، حيث كانت الأوضاع في غاية الوخامة والخطورة وقد هرب أكثر أفراد جيشه سوى الخاصّين (أو سوى الإمام علي عليه السلام بناء على رواية) لكن النبي بقي كالجبل الراسخ بالرغم من إصابته بجراحات في جبهته وأسنانه، فقد بقي وحيداً أمام العدو المتغطرس ولم يهتز أمام التحديات الصعبة وأخيراً أخذ يدعو الآخرين إلى العودة إلى الميدان والاستمرار في جهاد العدو.

واللافت للنظر أنّ الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام في «نهج‌البلاغة» يركز على هذه النقطة عند قيامه بترتيب صفوف جيشه في ميدان القتال، وكان يتحدث إليهم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان أقرب الناس إلى العدو:

«كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ» [2].

وقد تحدّث المؤرخون سواءً، من المسلمين أو من غير المسلمين، عن استقامة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله المذهلة أمام الحوادث والتحديات وأثنوا كثيراًعلى استقامته في خط الرسالة


[1]. سورة البقرة، الآية 285.

[2]. نهج‌البلاغة، الكلمات القصار 9.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست