responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه اهل بیت علیهم السلام - عربی نویسنده : موسسه دائرة المعارف فقه اسلامی    جلد : 1  صفحه : 3

ولا يمكن أن يغفل بحال من الأحوال حجم الإنجاز العلمي الكبير الذي حقّقه أهل البيت (عليهم ‌السلام) في تعميق البعد العقائدي وتشخيص حدوده بدقة فائقة . . فقد حفظوا الاُمّة الإسلامية من آفة الاحتواء وحالة الطفيلية الفكرية . . وذلك من خلال ما كانوا يقومون به (عليهم ‌السلام) من توجيه عام وخاص بحيث شكّلوا تيّاراً قوياً من الوعي العقيدي . . ومن ينظر بعين الإنصاف يتضّح له جيداً أنّه لولا ما بذله أهل البيت (عليهم ‌السلام) من جهود مكثّفة في بلورة الثوابت العقيدية لاختلط الحقّ بالباطل ولذابت الكلمة الحقّة في ميـاه الشُّبه الداكنـة ولتشوّهت الصورة النـاصعة للعقيدة البيضـاء .

وأمّا في الحقل الفقهي فكان أهل البيت (عليهم ‌السلام) الينبوع الدفّاق الذي تعبّ من معينه العذب الاُمّة بسائر قطاعاتها .. حتى إنّ الجهات السلطوية كثيراً ما كانت تلجأ إليهم لحلّ بعض المعضلات .. وللخروج من الإحراجات التي كانوا يقعون فيها على مستوى الفتوى أو القضاء .. ولقد تجسّدت فيهم المرجعية الدينية بحقّ .. ومن بيت الوحي كانت الانطلاقة لبيان وتبليغ أحكام اللّه‌ .. فقد قاموا بنشر الثقافة الفقهية العامّة على نطاق واسع .. وأيضاً بذروا النواة الاُولى للمدرسة الفقهية الأصيلة .. وذلك ضمن محاور .. منهـا :

أوّلاً : تربية الكادر العلمي التخصّصي من خلال ما كانوا يلقونه من دروس ومحاضرات أو من خلال اللقاءات التي كانت تعقد للمناظرة والحوار .. ويكفي المتابع ما أثبته المؤرخون من تلامذتهم (عليهم ‌السلام) .. فسجّل الحافظ أبو العباس ابن عُقدة أربعة آلاف من تلامذة الإمام الصادق (عليه ‌السلام) فقط من ضمنهم أئمة المذاهب المعروفة .. بل قيل إنّه روى حديثه خلقاً لا يحصون ..

ثانياً : نشر الثقافة الفقهية على صعيد عام . . والتصدّي للإفتاء والإجابة على كل ما كان يقدّم إليهم من أسئلة .. ففي الصدر الأوّل كان علي (عليه ‌السلام) ملاذاً للاُمّة ومفزعاً حتى اشتهر عن عمر بن الخطّاب قولته : « لا أبقاني اللّه‌




نام کتاب : فقه اهل بیت علیهم السلام - عربی نویسنده : موسسه دائرة المعارف فقه اسلامی    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست