نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 0 صفحه : 28
كان صغيرا جدّا و أن أباه كان رؤوفا به، متفرّسا فيه الخير و النجابة، و انه لم يضربه قطّ بل أوصى معلمة في الصّغر أن لا يضربه و انه كان لا يشتغل باللّعب و ما يلتهي به الأطفال من أقرانه. و قد ختم القرآن و عمره لم يتجاوز التاسعة و قرأ على أبيه العلامة، الفنون العربية و بعض الكتب الفقهية الى أن توفي والده و عمره حينئذ أربعة عشر سنة، ثمَّ ارتحل في طلب العلم الى «ميس» و «كرك نوح» و «دمشق» و لم يكتف بما تعلم من الثقافة الشيعية في هذه البلدان و ما يسمعه من مشايخه و يقرأه في الكتب من فقه العامة و أحاديثهم، بل بلغت به همّته العالية أن تكبد مشاقّ السّفر و الهجرة إلى مصر و هي آنذاك مركز من مراكز الثقافة الإسلامية، فحضر مجالس علمائها و قرأ عليهم كتب الفقه و الحديث و سمع منهم آراء العامّة مباشرة و ناظر بعضهم في بعض المسائل- كما يتحدث عنه ابن العودي في رسالته- و استفاد منهم ما كان مفيدا و مؤثرا في توسيع الثقافة العلمية في حوزات الشيعة، و لذلك قام بتأليف أول كتاب في دراية الحديث على مذهب الإمامية، و على أثر ذلك أيضا صنّف كتاب «تمهيد القواعد الأصولية و العربية لتفريع الأحكام الشرعية» جاري به ما ألفه «الأسنوي الشافعي». و بتأثير تلك الثقافة أيضا صنف أول شرح مزجي في تصانيف الشيعة. و نجد أيضا في كتبه الفقهية، في بعض المسائل، مقارنة بديعة بين فقه الشيعة و فقه العامة في المسائل الخلافية المهمة.
و الحاصل أن غرضه- (قدس اللّه نفسه)- من حضور مجامع العلم في مصر لم يكن إلّا توسعة الثقافة و الاطلاع عن قريب على ما لدى علمائها من علم و إبداع و قد بلغ هدفه في ذلك و استفاد و أفاد و لم يكن في ذلك أي حزازة و مكروه كما ظنّه بعض من ترجم له.
و اما ما ذكره ولده المحقق الشيخ حسن (رحمه الله) من عدم الرضا بفعل والده و جماعة أخرى من العلماء و أنه قد ترتّب عليه ما ترتّب، فلا يقصد به الا أنه قد ترتّب عليه قتل الشهيد كما صرّح به في موضع آخر على ما حكي عنه.
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 0 صفحه : 28