و أمّا التخيير المستفاد من إجماعهم على وجوب القراءة بإحدى السبع أو العشر فلا ينفعنا بعد ما ذكرنا من أنّ المراد من ذلك: الاقتصار بها بالنسبة إلى ما يخالفها في المقومات المعبّر عنه بالشاذ- المعلّل عدم جواز القراءة به:
بأنّه ليس بقرآن-، و المفروض أنّ الصفات التي هي محلّ الكلام خارج عن المقومات، بل فاقدها كواجدها في صدق القرآن عليه حقيقة، و ليس المراد بها خصوص شخص تلك القراءات المعروضة للهيئات المستحسنة، من حيث كونه لفظا عربيا، و إلّا لوجب اتّباع هذه الكيفيات.
و مما ذكرنا يظهر حال المدّ الواجب، الذي أوجبوه في الألف و الواو و الياء، الساكنين التاليين للحركة المجانسة، إذا وقع بعدها في كلمة واحدة [1] همزة أو سكون لازم، في مدغم لازم أو عارض أو غير مدغم، نحو جاءَ[2] و سُوءَ[3]وَ جِيءَ[4] و (دَابَّةٍ)[5] و تَأْمُرُونِّي[6] و فواتح السور الثلاثية المتوسطة بحرف المدّ التالي للحركة المجانسة مثل (ق) و (ن) و (ص) و نحوها [2].
[و لا تجزي القراءة مع مخالفة ترتيب الآيات]
(و لا) تجزي القراءة (مع مخالفة ترتيب الآيات) على الوجه
[1] كذا ظاهرا، و الكلمة غير واضحة.
[2] هذا هو آخر ما في الصفحة اليسرى من الورقة: (72)، و بعده بياض بمقدار أربعة أسطر، و قوله: «و لا تجزي» هو أوّل الصفحة اليمنى من الورقة: (73).