إنّه لا يعلم به قائل و لا دلّ عليه دليل، و لذا أوّلوه بقصد كون الحركة حركة القراءة، كما في الروض و جامع المقاصد [1]، مستشهدا على ذلك بالاستدلال عليه في المنتهى بأنّ حركة اللسان لا يكون بدلا إلّا مع النيّة [2]، و في كشف اللثام: إنّ ما في كتب الشهيد من عقد القلب بالمعنى مسامحة، على أنّه إنّما ذكر معنى القراءة.
و قد يقال: إنّ معناها الألفاظ و إن أراد معانيها فقد يكون اعتبارها، لأنّها لا تنفكّ عن ذهن من يعقد قلبه بالألفاظ إذا عرف معانيها، أو لأنّ الأصل هو المعنى و إنّما سقط اعتباره عن الناطق بلفظه رخصة، فإذا فقد اللفظ وجب العقد بالمعنى، انتهى [3].
و لا يخفى ضعف بعض هذه الوجوه، و عدم الاحتياج إلى بعضها الآخر و إن استقام في مقام التأويل.
و القسم المذكور من الأخرس، ليس نادرا حتّى لا يمكن حمل كلام الذكرى عليه، و مع ذلك فتخصيصه به بعيد، إلّا أن يدّعي عليه هذا القسم، كما لا يبعد.
و كيف كان، فالظاهر وجوب الإشارة على مثل هذا الأخرس، لإطلاق رواية السكوني [4]، المؤيّد بأنّ عادة مثل هذا الأخرس جارية بحركة اللسان مع الإشارة باليد في إبراز مقاصده.