. [مع الاعتقاد بحياة الأئمة ع فهل هم في قبورهم و هل يمكنهم البقاء أحياء على هذه الصورة]
(المسألة الرابعة و العشرون) قال السائل قد أجمعنا على أن الحجج ع أحياء غير أموات يعون و يسمعون فهل هم في قبورهم فكيف يكون الحي في الثرى باقيا.
و الجواب [2] أنهم عندنا أحياء في جنة من جنات [3] الله عز و جل يبلغهم السلام عليهم من بعيد و يسمعونه من مشاهدهم كما جاء الخبر بذلك مبينا [4] على التفصيل و ليسوا عندنا في القبور حالين و لا في الثرى ساكنين و إنما جاءت العبادة بالسعي إلى مشاهدهم و المناجاة لهم عند قبورهم امتحانا و تعبدا و جعل الثواب على السعي و الإعظام للمواضع التي حلوها عند فراقهم دار التكليف و انتقالهم إلى دار الجزاء و قد تعبد الله الخلق بالحج إلى البيت الحرام و السعي إليه من جميع البلاد و الأمصار و جعله بيتا له مقصودا و مقاما معظما محجوجا و إن كان الله عز و جل لا يحويه مكان و لا يكون إلى مكان أقرب من مكان فكذلك يجعل مشاهد الأئمة ع مزورة و قبورهم مقصودة و إن لم تكن ذواتهم لها مجاورة و لا أجسادهم فيها حالة.
[1]- روى البخارى بإسناده عن ابن عبّاس يقول: أردت أن أسأل عمر، فقلت يا أمير المؤمنين: من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؟ فما اتممت كلامى حتّى قال: عائشة و حفصة. (صحيح البخاريّ- كتاب تفسير القرآن، سورة التحريم- 3/ 204).