حيث نرى أنّه ذكر تحت هذه العناوين مئات من الكتب، الّتي دوّن فيها المصنّف نفسه أو أمر من دوّن فيها مجموع السؤالات أو الاستفتاءات الّتي القيت إليه على الدفعات التدريجيّة و ما كتبه من جواباتها في أوقات متطاولة فإنّه بعد التدوين في مجلّد يسمّى باحد هذه العناوين. [5].
و في ضوء هذه الحقيقة الّتي ذكرناها عن المسائل و أجوبتها، نجد أنّ واحدا من أكبر فقهاء الطائفة و متكلّميها و هو الشيخ المفيد يتكفّل بالإجابة على مختلف الأسئلة، و منها أجوبة المسائل الحاجبيّة أو العكبريّة و هي أجوبة كتبها الشيخ لأحد و خمسين سؤالا سألها الحاجب أبو الليث بن سراج الأواني، الّذي دعا له الشيخ بطول البقاء و دوام التوفيق.
و أكثر ما فيها السؤال عن معاني آيات و أحاديث و توجيهها، و دفع ما ورد عند السائل حولها من شبهات. و فيها مجموعة من الأسئلة المرتبطة بالنبوّة و الإمامة و شئونهما.
و يستشفّ من نمط بعض الأسئلة و كذا من جوابات الشيخ أنّ السائل كان ممّن تعمّد تنظيمها و أراد بها الإلزام، لا مجرّد الاستفسار و المعرفة. و قد تصدّى الشيخ للإجابة عنها بكلّ جلاء و قوّة، مع حسن البيان و قوّة الأداء، كما هو المعهود في أجوبته.