نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 47
بغير اختلاف و كانت له الإمامة بعده في حال على الاجتماع [1] في ذلك و عدم التنازع فيه بين جمهور العلماء فوجب أن يكون معينا بالآية على ما بيناه و إذا كانت الآية مفيدة لفرض طاعته على حسب إفادتها طاعة النبي ص [2] ثبت بذلك [3] إمامته في تنزيل القرآن. [4] (فصل) و من ذلك قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[5] و قد ثبت أن المنادى به غير المنادى إليه و أن المأمور بالاتباع غير المدعو إلى اتباعه فدل ذلك على أن [6] المأمورين باتباع الصادقين ليسوا هم الأمة بأجمعها و إنما هم طوائف منها و أن المأمور باتباعه غير المأمور بالاتباع [7] و لا بد من تمييز الفريقين بالنص و إلا وقع الالتباس [8] و كان فيه تكليف ما لا يطاق فلما بحثنا عن المأمور باتباعه وجدنا القرآن دالا عليه بقوله تعالى لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِيِّينَ وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ السَّائِلِينَ وَ فِي الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَى الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[9] فذكر سبحانه خصالا تقتضي لصاحبها بمجموعها التصديق و الصدق و دل على أنه عنى بالصادقين الذين