و لمّا استشكل بعض الصحابة قوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ[2]، و قالوا: أيّنا لم يظلم؟ بيّن لهم النبيّ 6 أنّ المراد بالظلم الشرك، و استدلّ بقوله سبحانه في آية أخرى:
و إذا تجاوزنا صدر الإسلام، نجد أنّ أهل الذكر الّذين أمر اللّه تعالى بتوجيه
[1] اعلم انّه تعالى جمع في هذا الموضع ستّة من الأسئلة، فذكر الثلاثة الأولى بغير الواو، و ذكر الثلاثة الأخيرة بالواو، و السبب أنّ سؤالهم عن تلك الحوادث الأول وقع في أحوال متفرقة، فلم يؤت فيها بحرف العطف، لأنّ كل واحد من تلك السؤالات سؤال مبتدأ و سألوا عن المسائل الثلاثة الأخيرة في وقت واحد، فجيء بحرف الجمع لذلك، كأنّه قيل:
يجمعون لك بين السؤال عن الخمر و الميسر و السؤال عن كذا.
[4] في رحاب السنّة: 10، و في مجمع البيان (4/ 327): روي عن عبد اللّه بن مسعود، قال: لمّا نزلت هذه الآية شقّ على الناس، و قالوا: يا رسول اللّه و أيّنا لم يظلم نفسه؟ فقال 6: إنّه ليس الّذي تعنون، أ لم تستمعوا إلى ما قال العبد الصالح: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 4