نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 39
و الإرسال فأحدث كلاما في الشجرة التي رام موسى منها اقتباس النار أو فيما يتصل بالشجرة من الهواء [1] و دله على أنه كلامه تعالى [2] دون من سواه بجعل يده بيضاء من غير سوء و قلب عصاه ثعبانا حيا يسعى في الحال فعلم موسى ع بهذين المعجزين أن المكلم [3] له إذ ذاك هو الله جل اسمه الذي لا يقدر على مثل صنيعه [4] باليد و العصا أحد من الخلق [5].
ثم قد يكون الكلام من الله تعالى في معنى الإرسال بخاطب [6] المرسل نفسه من غير واسطة بينه و بينه من السفراء و قد يكون بخطاب ملك يتوسط في السفارة بينه و بين المبعوث من البشر و يعضد كلامه للملك بمثل ما عضد كلامه لموسى ع من الآيات و هذا بين لا إشكال فيه و المنة لله [7]
[معنى قول النبي ص أن يحيى ع سيد و لم يسم غيره أنه سيكون أفضل الأنبياء]
(المسألة الثامنة) و سأل فقال قد ورد الخبر
أن النبي ص قال ما منا إلا من هم أو عصى إلا يحيى بن زكريا فإنه ما هم و لا عصى[8]قال و قد سماه الله سيدا[9]و لم يسم غيره
و إذا صح ذلك فهو خير الأنبياء.
[1]- في الأصل: فيما يتّصل من الهواء بالشجرة، اخترناها وفاقا لسائر النسخ.
[8]- ورد في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ 7 (ص 659): لكنّه ما من عبد عبد اللّه عزّ و جلّ إلّا و قد أخطأ أو همّ بخطإ، ما خلا يحيى بن زكريّا، فانّه لم يذنب، و لم يهمّ بذنب. و نقلها العلّامة المجلسيّ في البحار 14/ 186.
و في الدرّ المنثور (4/ 262): أخرج أحمد و الحكيم الترمذي في نوادر الأصول و الحاكم و ابن مردويه عن ابن عبّاس: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قال: ما من أحد من ولد آدم إلّا و قد أخطأ أو همّ بخطيئة إلّا يحيى بن زكريّا لم يهمّ بخطيئة و لم يعملها. راجع أيضا المستدرك على الصحيحين- للحاكم النيشابورى- 2/ 591.