نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 35
موسى [1] ع الخضر [2] بعد نبوته ليعرف بواطن الأمور فيما [3] كان يعلمه مما أورده الله سبحانه بعلمه من كون ملك يغصب السفن و كنز في موضع [4] من الأرض و طفل إن بلغ كفر و أفسد [5] و ليس عدم العلم بذلك نقصا و لا شينا و لا موجبا لانخفاض عن رتبة نبوته [6] و إرسال و أما إنكاره ع خرق السفينة و قتل الطفل فلم ينكره على كل حال و إنما أنكر الظاهر منه ليعلم باطن الحال منه و قد كان منكرا في ظاهر الحال و ذلك جار مجرى قبول الأنبياء ع شهادات العدول في الظاهر و إن كانوا كذبه في الباطن و عند الله و إقامة الحدود بالشهادات و إن كان المحدودون براء في الباطن و عند الله و هذا أيضا مما لا يلتبس [7] الأمر فيه على متأمل له من العقلاء.
[معنى قول علي ع اللهم أبدلني بهم خيرا منهم و أبدلهم بي شرا مني]
(المسألة السادسة) و سئل عن
قول أمير المؤمنين ع في دعائه على القاعدين عن نصرته من جنده اللهم أبدلني بهم خيرا منهم و أبدلهم بي شرا مني[8]
فقال ما وجه هذا الكلام و لم يكن ع شريرا و لا كانوا هم أخيارا و كيف يسأل الله أن يبدلهم به شريرا و الشر ليس من الله.
الجواب و بالله التوفيق أن العرب تصف الإنسان بما يعتقده في نفسه و إن كان اعتقاده ذلك باطلا و تذكر أنفسها بما هي على خلافه لاعتقاد المخاطب فيها [9] ذلك و لما ذكرناه نظائر في القرآن و أشعار العرب الفصحاء.