نام کتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 156
هي الدم، و الاشتقاق غير حاصل في الأيام الثمانية، فيجب أن يكون غير نفساء.
و نفساء في الزمان الذي رأت فيه الدم، لأنّه بعد وضع الحمل، و قبل خروج العشرة الأيام التي هي أقصى مدة النفساء و النفاس.
فإن قيل أيام النقاء أقل من الطهر، لأن الطهر عندنا عشرة أيام أقلّه، فكيف حكمتم بأنّها طهر، و حكمها حكم الطاهرات فيها؟
قلنا: و لا تقدّمها حيض و لا نفاس، بل تقدّمها طهر و أطهار، لأن الحامل على ما بيّناه لا ترى دم الحيض، فالأيام و ما تقدمها بمجموع ذلك أجمع طهر.
فإن رأته بعد وضعها ساعة، ثم انقطع تسعة أيام، ثم رأته اليوم العاشر، كانت جميع الأيام نفاسها، لأنّها نفساء عند رؤية الدّم بعد الوضع، و لم يحصل لها في أيام الانقطاع طهر و هو عشرة أيام، و رأت الدم الثاني قبل خروج العشرة و هي أقصى مدة النفاس، فكان الجميع نفاسا و هي نفساء في الجميع.
و إذا ولدت المرأة توأمين، و رأت الدم عقيبهما، فإنّ النفاس يكون من ولد الأول، لأنّ النفاس عندنا هو الدم الخارج عقيب الولادة، و لا يمنع كون أحد الولدين باقيا في بطنها من أن يكون نفاسا، و أيضا لا يختلف أهل اللغة في أنّ المرأة إذا ولدت و خرج الدم عقيب الولادة، فإنّه يقال قد نفست، و لا يعتبرون بقاء ولد في بطنها، و يسمّون الولد منفوسا، قال الشاعر و هو أبو صخر الهذلي يمدح آل خالد بن أسيد بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس:
إذا نفس المنفوس من آل خالد * * *بدا كرم للناظرين و طيب
فسمّى الولد منفوسا و محال أنّ يكون الولد منفوسا إلا و الام نفساء، لأنّ الدّم نفسه يسمّى نفسا على ما قدّمناه.
فإذا ولدت الولد الثاني و رأت الدم عقيب ولادتها، اعتبرت أقصى مدة النفاس من وقت ولادة الثاني، لأنّ كلّ واحد من الدمين يستحق الاسم بأنّه نفاس، فينبغي أن يتناول كلّ واحد منهما اللفظ، و إذا تناول الدم الأخير الاسم
نام کتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 156