نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 0 صفحه : 4
و رجاحة العقل ما هيّأ لهم أن يكونوا كتّابا أو شعراء؛ و ما دفع بعضهم للمشاركة في العلوم، و الأخذ بنصيب من أطراف الفنون؛ فحدبوا على العلماء، و أغدقوا على الشعراء؛ و عرفوا للأدباء أقدارهم؛ فولّوهم الوزارة و الإمارة و القضاء فى كثير من الأحايين.
و كانوا أيضا من شيعة عليّ، و على هوى أحفاده من أبناء الحسن و الحسين، فخصّوهم بالتكرمة، و منحوهم أرفع المناصب، و أدنوهم من نفوسهم، و قرّبوهم فى مجالسهم، و ظاهروهم فى المناظرة، و دفعوهم إلى الجهر بالرأى و الإدلاء بالحجة؛ و كانوا لهم ردءا حين يحتدم الجدل، و يشتد اللّداد بينهم و بين أهل السّنة؛ و من يشدّ أزرهم من الأتراك و خلفاء بنى العباس.
فى هذه الحقبة النادرة فى تاريخ العلوم، و فى هذا العصر الحالى بأزاهير الفنون و الآداب، و فى تلك الدولة التى قام فى أكنافها العلماء و الشعراء و الأدباء؛ عاش الشريف المرتضى عليّ ابن الحسين، و أخوه الشريف الرّضىّ محمد بن الحسين، و اتخذا مكانهما بين ذوى المثالة، و أعيان الشرف و الفضل من الأعلام؛ فكان المرتضى عالما فقيها متكلّما، خبيرا بقرض الشعر، بصيرا بمذاهب الكلام، و كان الرّضىّ شاعرا مطبوعا متصرّفا، و كاتبا بارعا رائق الديباجة صافى الأسلوب، مشاركا فى التأليف و التصنيف؛ و قضيا حياتهما مرعيّى الجانب؛ رفيعى المنزلة؛ مرموقى المحلّ عظيمى الخطر و الجاه عند خلفاء بنى العباس، و الملوك من بنى بويه على السواء.
***
و كانا ينزعان إلى أعرق المناصب، و أطيب النّجار، نجلهما أبو أحمد الحسين بن موسى ابن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب؛ و أنجبتهما فاطمة بنت الحسين بن الحسن الناصر الأطروش، صاحب الديلم، و شيخ الطالبيّين و عالمهم و شاعرهم.
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 0 صفحه : 4