الحمد لله السميع العليم، و صلى الله على محمد ذي الخلق العظيم، و على آله الهداة الى الصراط المستقيم، و بعد:
إن العلماء جبال رواسٍ على الأرض، و كتبهم منائر للناس تنير لهم السبيل، و طبعُ كتاب مخطوط لأحد هؤلاء العلماء العظام إضاءة لمنار من هذه المنارات، و هذا كتاب للشيخ مهدي كاشف الغطاء (قُدّسَ سرُّه) يطبع ليزيد من سطوع نور العلم.
موضوع هذا الكتاب هو بعض أنواع المعاملات المحرمة، و قد درس المصنف (رحمه الله) أدلة هذه المعاملات للوصول الى أحكامها، فهو بحث استدلالي في باب واحد من أبواب الفقه و هو باب المكاسب المحرمة، و من قراءتي لمقدمة المصنف عرفتُ أنه لم يضع عنواناً لهذا الكتاب لكنني سأختار له عنواناً من عبارة وردت في مقدمته كي لا أخرج عما كان يدور في ذهن المصنف، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، و العنوان هو (أحكام المتاجر المحرمة) علماً أن العبارة الواردة في المقدمة هي (أحكام المتاجر) فقط، و أضفت كلمة (المحرمة) التي يقتضيها حصر الموضوع، لأن الظاهر أن المصنف أراد أن يكتب في الأبواب الأخرى من المعاملات، و لكن العمر لم يسعفه على ذلك، فانه كتب هذا الكتاب في أواخر عمره الشريف، فهو حين يذكر الشيخ الأنصاري (رحمه الله) في المواضع الأولى من الكتاب بقوله (سلمه الله) و هذا ظاهر في أن الشيخ الأنصاري لا يزال حيّاً في ذلك الوقت، و في المواضع الأخيرة من الكتاب يقول (رحمه الله) و هذا ظاهر