نحمدك اللهم ونستعينك ونستهديك في القول والعمل فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ونصلي ونسلم على سيد أنبيائك ورسلك محمد بن عبدالله منقذ الأنسانية من دياجير الظلام والضلال الى معارج النور والأيمان.
وبعد فهذا سفر عظيم كتبه علمان من أعلام الأسلام في صورة حوار علمي أصيل اتصف بالنزاهة والموضوعية والبعد عن سفساف القول وهجره، واتصف بالأخلاص الجم من الوصول الى الحقيقة مبرأة من كل غرض سواها، والحقيقة هي الحكمة الخالدة والحكمة والعلم قرنان يطلبهما المؤمن أنى وجدهما.
كان هذا الحوار يجري بين عالمين جليلين يمثلان شطري أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) السنة والشيعة. وكان لكل منهما خطره ومكانته في مذهبه علماً وخلقاً وأدباً وبكل ما تتضمنه هذه الكلمات من معنى.
الأول منهما العالم الجليل الشيخ سليم البشري شيخ الأسلام وعمدة المحدثين في مصر.
والثاني السيد الشريف صاحب السماحة العلامة الكبير السيد عبدالحسين شرف الدين شيخ علماء الشيعة وإمام الحفاظ والمحدثين في لبنان.
الأمر الذي جعل لهذا الحوار خطره وأثره في هذا العصر الذي جرى فيه وفي عصرنا الذي نعيشه وفي الأجيال التي تأتي بعد ذلك.
ومن عادة المتناظرين أن يصر كل منهما على الأنتصار على خصمه وأن يدحض حججه بحجج أقوى منها حتى لا يترك له مجالا من الأنتصار والغلبة، ولكننا رأينا في هذين المتناظرين شيئاً جديداً لا نكاد نألفه إلا في المنهج الأسلامي في فن المناظرة والجدل، ذلك المنهج هو إصرار كل من الباحثين على الوصول إلى الحقيقة أنى وجدها فلم يكن أحدهما يبغي من المناظرة الكيد لصاحبه أو النيل من علمه أو حتى مجرد الفوق عليه بقدر ما يطمع من الوصول الى الحقيقة ولو