ابتديء بسم اللّه و بحمده، و اصلّي على النّبيّ و آله، و السّلام على سبطه الشّهيد أبي عبد اللّه الحسين إمام الهدى و العروة الوثقى.
و بعد، فقد اعتاد الباحثون أن ينظروا إلى يوم الحسين (عليه السّلام) على أنّه امتداد للصّراع بين هاشم و اميّة، و أنّه نتيجة لحوادث متتابعة، منها محاربة أبي سفيان جدّ يزيد للرّسول (صلّى اللّه عليه و آله) جدّ الحسين، و منها محاربة معاوية أبي يزيد للإمام عليّ (عليه السّلام) أبي الحسين، و منها وقوف الحسين حائلا بين يزيد و زينب زوّجة عبد اللّه بن سلّام، إلى غير ذلك [1].
و سواء أكان يوم الحسين من ثمرات التّخاصم بين الآباء و الأجداد، أم بين الأولاد و الأحفاد فإنّ الإمام الصّادق (عليه السّلام) قد أوضح سبب ذا العداء بقوله: «نحن و آل أبي سفيان تعادينا في اللّه، قلنا: صدق اللّه. و قالوا كذب اللّه» [2].
و هذه الصّفحات تقدّم الأرقام على هذه الحقيقة، و إنّ العداء بينهما إنّما هو
[1] انظر، الإتحاف بحبّ الأشراف الشّيخ عبد اللّه بن محمّد بن عامر الشّبراوي: 449، بتحقّيقنا، الإمامة و السّياسة: 1/ 217، النّصائح الكافية لمن يتولى معاوية: 129، و من أراد المزيد فعليه مطالعة (دراسة عن أرينب بنت إسحاق) لعبد اللّه بن حسّون العليّ، مطبعة الزّهراء سنة (1950 ه 2).
[2] انظر، مجمع الزّوائد: 7/ 239، مسند البزّار: 2/ 191 ح 571، وقعة صفّين لنصر بن مزاحم: 318، معاني الأخبار: 246، النّصائح الكافية لمن يتولى معاوية: 46، المعيار و الموازنة: 145.