ومضى أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام إلى ربه شهيداً وشاهداً، صابراً راضياً مرضيّاً مطمئناً، قائلًا: فزت ورب الكعبة. وبقي للأجيال ميراثه الحافل بسيرة فائقة الروعة .. تُلهم العلماء حكمة، والرجال بطولة، والحُكّام عبراً في تجنّب الظلم وتوخّي العدالة، والمؤمنين قوة وورعاً وسداداً ..
وكان من بين ذلك أثر، خلد مع الخالدات، دون أن يسمح للتاريخ أن يطويه، ولا للزمان أن ينسيه ..
فيا ترى، ماهو ذلك الأثر الخالد؟
إنه بالطبع ليس قصراً كقصور الملوك، ولا قلعة حصينة مثل قلاع الطغاة، كما أنه لم يكن ذهباً أو فضة .. وإنما تمثل في كلمات صاغها في عهدٍ قدّمه لمالك الأشتر النخعي، ذلك البطل المغوار، المتفاني من أجل الدين، والمناهض للظلم والطغيان .. يوم ولّاه حكومة مصر.
بالتأكيد لم يكن سر خلود هذا العهد في نوع الكلمات المستفادة،