نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة، المعاني و البيان و البديع نویسنده : خطیب قزوینی جلد : 1 صفحه : 5
كلمة المكتب
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للَّه كما هو أهله، الّذي ركّب البيان في ضمير الإنسان، ليعبّر
عمّا يدركه من الحقائق ببديع الكلام، و قد صاغ كلامه- الّذي أنزله على خاتم الرسل
صَلَّى اللّه عَليه و آله- بلسان عربي مبين ليكون منارا وقّادا يهدي الناس إلى
صراط العزيز الحميد.
و ببركة كلام اللّه تعالى ذاع للغة العرب صيت و صار لها شأن رفيع.
لا شك في أنّ فهم كلام اللّه تعالى و المعارف السامية للدين الحقّ لا
يمكن الّا بالرجوع إلى مصادرها الأصليّة و الأصيلة، و أنّ الوصول إلى دُرّ حقيقتها
لا يتيسّر إلّا من خلال فهم أسرار اللغة العربيّة الرائعة و رموزها. و من هذا
المنطلق ركّزت الحوزات العلميّة في مختلف القرون- بحكم رسالتها العلميّة و
مسؤوليّتها الدينيّة في إدراك الدين في مختلف الأبعاد و إبلاغه- همّتها على تعلّم
هذه اللغة و تعليمها و بذلت قصارى سعيها لتوجيه طلاب العلوم الدينيّة صوب منبع
العلم. و كانت حصيلة تلك الجهود إعداد ادباء مختصّين و تأليف كتب علميّة و
تعليميّة ذات قيّمة و أهمية للتعليم و التحقيق في إطار اللغة العربيّة و توسيع
مباحثها المختلفة. و لا بدّ من الإذعان بأنّ الحوزات العلميّة هي إحدى أركان نمو
اللغة العربيّة. و كلّ واحد من النصوص الّتي دوّنت في هذا المجال تتحلّى بامتيازات
خاصة، كانت هي السبب وراء خلوده و بقائه.
و في ضوء ما نلاحظه اليوم من تطور فى العلوم المرتبطة بتعليم اللغة و
اعتبار علم اللغة علماً مستقلًا في المراكز العالميّة للتعليم العالي و وضع معايير
علميّة معيّنة لتعليم اللغة، ندرك أنّ إعادة النظر في كتب تعليم اللّغة العربيّة و
مناهجها في الحوزات العلميّة يمكن أن تسهم في تطويرها و فاعليّتها أكثر فأكثر في
أوساط الطلاب و روّاد العلوم الدينيّة و تفتح أمامهم آفاقاً جديدة.
لقد كان و ما زال من جملة الهموم الّتي يحملها المتصدّون و أصحاب
الرأي في الحوزات العلميّة، إصلاح الأساليب المنهجيّة و رفع النواقص و التعقيدات
الموجودة في المحتوى العلمي و الاستفادة من الأُصول و الفنون و المهارات
التعليميّة في تأليف الكتب الدراسية، و كذلك تلافي
نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة، المعاني و البيان و البديع نویسنده : خطیب قزوینی جلد : 1 صفحه : 5