نام کتاب : فلاح السائل و نجاح المسائل نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 1 صفحه : 4
و تشريفهم بخدمته و مراقبته و كان آراؤهم و أهواؤهم مفسدة لتدبيره
كما نطق به كتابه المصون في قوله جل جلاله وَ لَوِ
اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوٰاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمٰاوٰاتُ وَ
الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنٰاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ
ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ وجب أن يكون لهم ما يمنع أهواءهم من
الفساد و يقمع آراءهم عن هلاك أنفسهم و العباد على كمال صفات الحق الذي لو اتبع
أهواءهم لفسدوا و هذه صفة المعصوم الذي يلزمهم أن يهتدوا به و يقتدوا و كيف تكون
آراؤهم و أهواؤهم كافية في تدبير أمور الدنيا و الدين و هو جل جلاله يقول وَ لٰا يَزٰالُونَ مُخْتَلِفِينَ.
و لقد أوضح جل جلاله بما استدرك على بعض اختيارات جماعة من الأنبياء و المرسلين أن
من يكون دون المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين لا يقوم الحجة باختيارهم على الكشف
و اليقين كما جرى لآدم ع في اختياره الأكل من الشجرة بما تضمنه صريح الآيات و جرى
لداود ع فيما نطق به القرآن في بعض المحاكمات و ما جرى لموسى ع في اختياره سبعين
رجلا من قومه للميقات فإذا كان هذا اختيار أنبياء قد بلغوا من المكاشفات و
العنايات غايات و نهايات و قد احتاجوا إلى استدراك الله جل جلاله عليهم بل لهم في
بعض المقامات. فكيف يكفي تدبير من هو دونهم في كمال التدبيرات و الإرادات و إذا
اعتبرت اختلاف أهل الأمانة و الورع و الاجتهاد من سائر فرق المسلمين العلماء منهم
و الزهاد وجدتهم مختلفين في تفسير أكثر مراد الله جل جلاله من آيات الكتاب و السنن
و الآداب و علمت أن كثيرا من المختلفين في هذه الأسباب ما عاندوا و لا كابروا في
ترك الصواب و إنما أكثر الآيات و الروايات محتملات لبعض ما وقع من اختلاف
التأويلات.
نام کتاب : فلاح السائل و نجاح المسائل نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 1 صفحه : 4