[4] الظاهر ان الرسول
في الآية الشريفة هو الرسول الظاهرى لا الرسول الباطنى الّذي هو العقل و لا ينافي
هذا المعنى وجوب النظر عقلا. يقول الزمخشرى و هو من المعتزلة فى تفسيره الكشاف في
تفسير الآية في سورة الاسراء:
(وَ ما كُنَّا
مُعَذِّبِينَ) و ما صحّ منا صحة تدعو إليها الحكمة ان نعذب قوما الا بعد ان (نَبْعَثَ) إليهم (رَسُولًا) فتلزمهم الحجة. فان
قلت: الحجة لازمة لهم قبل بعثة الرسل، لان معهم ادله العقل التى بها يعرف اللّه و
قد اغفلوا النظر و هم متمكنون منه. و استيجابهم العذاب لاغفالهم النظر فيما معهم و
كفرهم لذلك لا لاغفال الشرائع التى لا سبيل إليها الا بالتوقيف و العمل بها لا يصح
الا بعد الايمان. قلت بعثة الرسل من جملة التنبيه على النظر و الايقاظ من رقدة
الغفلة، لئلا يقولوا: كنا غافلين فلو لو لا بعثت إلينا رسولا ينبهنا على النظر في
ادلة العقل.
و يقول الطبرسى و هو من
كبار علماء الامامية في تفسيره (مجمع البيان) فى تفسير الآية: (وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) معناه و ما كنا معذبين قوما بعذاب الاستيصال الا بعد الاعذار
إليهم و الانذار لهم بأبلغ الوجوه و هو ارسال الرسول إليهم مظاهرة فى العدل و ان
كان يجوز مؤاخذتهم على ما يتعلق بالعقل معجلا فعلى هذا التأويل تكون الآية عامة في
العقليات و الشرعيات. و قال الاكثرون من المفسرين و هو الاصح: ان المراد بالآية
انّه لا يعذّب سبحانه في الدنيا و لا بعد البعثة فتكون الآية خاصة فيما يتعلق
بالسمع
نام کتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 8