و يمكن أن يكون مراده
بلزوم الدّوران بطلان كلّ واحد منهما لصاحبه يقتضي وجود كلّ واحد منهما حال عدم
صاحبه المتوقّف على وجود صاحبه و ذلك محال. أو يقال اذا استحال توقّف وجود كلّ
واحد من الشّيئين على صاحبه للدّور كذا فى جانب العدم.
الخامس: أنّ الطّارئ إمّا أن يزيل الثّواب السّابق و يبقى أو ينتفى أيضا؛ و
القسمان باطلان: أمّا الأوّل فلقوله تعالى فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ و إذا زال الثّواب
لم يبق العموم ثابتا. و أمّا الثّاني فلأنّه يلزم اجتماع الوجود و العدم فى
الاستحقاقين و هو باطل: بيانه أنّ المقتضى لزوال السّابق وجود الحادث و المقتضى
لزوال الحادث وجود السّابق الدّارى و العلّة موجودة مع المعلول فكما حصل الانتفاء
لهما[1] وجب أن يحصل الوجود لهما[2] (و هو محال)[3]