اقول: اختلف المتكلّمون فذهب قوم منهم إلى أنّ العلم المتعلّقة بالمعلومات
المختلفة كحدوث الأجسام و وجود الصانع تعالى مختلفة و قال آخرون: إنّها متماثلة
لأنّها متّفقة فى كونها علوما و مختلفة باعتبار التعلّقات العارضة. و الشّيخ أبو
إسحاق ذهب إلى الأوّل؛ و احتجّ عليه بأنّ من صورة النزاع العلم بالدّليل و العلم
بالمدلول (و هما مختلفان فالباقى كذلك: بيان اختلافهما: أنّ النظر الّذي هو طلب
العلم بالمدلول مناف للعلم بالمدلول)[2] لأنّ طلب الحاصل محال، و مشروط بالعلم بالدليل فالعلم بالدليل يخالف
العلم بالمدلول لأنّ المنافى لا يصحّ أن يكون مثله شرطا لاتّحاد المثلين فى
التنافى و الاشتراط[3].
المسألة الرابعة فى
مباحث متعلّقة بالارادة
قال
و الإرادة منّا القصد و من الصانع العلم الداعى، و الفرق بين الإرادة و الشهوة أنّ
الإنسان المريض ينفر طبعه عن الدواء المرّ، و يريده و ليست إرادة الشيء كراهة
ضدّه لوجودها حالة الغفلة عن الضدّ.
و العزم إرادة جازمة
حصلت بعد تروّه.
و المحبّة الإرادة لكن
منه إرادة الثواب، و منّا إرادة الطاعة.
و الرضا قيل: إنّه
الإرادة، و قيل: ترك الاعتراض؛ و الإرادة لا تراد كالشهوة لا تشتهى، و التمنّى لا
يتمنّى.