نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 0 صفحه : 1
مقدمة
مع بداية القرن الثانى
الهجرى نشأ الفكر المعتزلى، و قد تميز رجال المعتزلة على غيرهم باستخدام العقل فى
براعة فائقة معتمدين على الأدلة و الحجج العقلية فى تناول مسائل الكلام، كما
أعلنوا فكرة: حرية الإرادة الانسانية.
و قد استطاع المعتزلة أن
يضمنوا الى جانبهم تأييد الخلفاء الأمراء العباسيين حتى تمكنوا فى وقت أن ينشروا
فكرة خلق القرآن بأمر المأمون. و لكن الدنيا تدور دورة أخرى، لتأتى أيام الخليفة
المتوكل العباسى، فيحمل على المعتزلة، و يصدر الكتب ضدهم، و يعلن أن كلام اللّه تعالى
غير مخلوق، و من قال إنه مخلوق فهو كافر حلال الدم.
و مهما يكن من أمر، فقد
استمر الفكر المعتزلى فترة طويلة من الزمن يلهب المشاعر و يثير العقول، بما دار
المعتزلة أنفسهم من خلافات، و بما أثار من قضايا العلم و الفلسفة
و الكتاب الّذي بين أيدينا
يحتوى على جزءين:
الاول: تحقيق كتاب: المنية
و الامل، و قد نسب الباحثون هذا الكتاب لابن المرتضى، و لكن الحقيقة أن هذا الكتاب
قد نقل عن كتاب آخر للقاضى: عبد الجبار الهمذانى حيث يقول ذلك ابن المرتضى نفسه فى
صدر كتاب: المنية و الأمل: و قد نسب الباحثون هذا الكتاب لابن المرتضى، و لكن
الحقيقة أن هذا الكتاب قد نقل عن كتاب آخر للقاضى: عبد الجبار الهمذاني حيث يقول
ذلك ابن المرتضى نفسه فى صدر كتاب: المنية و الأمل: «قد رتب القاضي عبد الجبار
طبقاتهم، و نحن نشير الى جملتها و هى أن طبقاتهم، على ما فصله قاضى القضاة من رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم الى جده، هى عشر» و لقد أتم ابن المرتضى هذه الطبقات،
حيث نقلها عن الحاكم. و فى هذا يقول:
«و لما فرغنا من الطبقات
التي ذكرها القاضي، ذكرنا طبقتين آخرتين حادية عشرة و ثانية عشرة ذكرهما الحاكم»
نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 0 صفحه : 1