نام کتاب : آية التطهير (شبهات وردود) رد على الشيخ عثمان الخميس نویسنده : حسن عبد الله جلد : 1 صفحه : 7
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام علي سيّد الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وعلى من تبع نهج الثقلين الكتاب والعترة إلى قيام يوم الدّين واللعن الدائم المؤبد على أعداء محمد وآله إلى قيام يوم الدّين وبعد:
لقد وقع في يدي كتاب بعنوان (حقبة من التاريخ) وهو من تأليف أحد مشايخ الوهابية، يدعى بـ (عثمان الخميس)، وقد حاول في هذا الكتاب طمس الكثير من الحقائق الثابتة وإنكارها، وافترى فيه العديد من الافتراءات على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية أتباع أهل البيت (عليهم السلام) كما حاول الأخذ بأيدي العديد من الشخصيات ورفعها من الحضيض ودافع عن بعضها دفاع المستميت، مبررا لها مخالفاتها الشرعية، وما اقترفته أيديها بحق الإسلام والمسلمين.
ومن جملة ما حاول إثباته في هذا الكتاب هو إثبات الدعوى القائلة بأن آية التطهير خاصة بزوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنها نزلت فيهن، وأنهن المعنيات بهذه الآية، مقتديا بعكرمة البربري ومقاتل وغيرهم من النواصب أخزاهم الله، ضاربا بأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تخصصها بأصحاب الكساء (عليهم السلام) عرض الجدار، وقد ساق العديد من الأدلة الواهية الواهنة التي هي أوهن من بيت العنكبوت لإثبات هذه المزعومة، فقمت بعون الله وتوفيقه بتحرير هذا الرّد عليه، داحضا جميع أدلته ومبرهنا بالأدلة القاطعة الصحيحة أن آية التطهير خاصة بأصحاب الكساء (عليهم السلام) وأن مفهوم أهل البيت فيها مفهوم خاص، لا يشمل زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا واحدا من أقربائه (صلى الله عليه وآله وسلم) غيرهم، فالحمد لله رب العالمين على توفيقه وتسديده.
والله من وراء القصد.
قال الشيخ عثمان الخميس:
((حديث الكساء، وقد روته عائشة (رضي الله عنها) قالت: خرج النبي غداة وعليه مرط مرحل (وهو الكساء) فأدخل عليا وفاطمة والحسن والحسين (رضي الله عنهم) ثم قال: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً)[1]...)) [2].
عدم إنحصار رواية حديث الكساء بعائشة
أقول: لم تنحصر رواية حديث الكساء من طريق السيّدة عائشة ولم تكن هي الراوي الوحيد لذلك، بل رواه غيرها من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم:
رواة حديث الكساء من الصحابة
أم سلمة
فقد روت هذه السّيدة الجليلة الموالية لأهل البيت (عليهم السلام)حادثة تجليل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكسائه لعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)بعد نزول آية التطهير ودعاءه لهم بقوله: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)، وقد روى عنها هذه الحادثة جماعة من الصحابة والتابعين، فالرواية عنها مستفيضة إن لم نقل بأنها متواترة منهم:
رواة حديث الكساء عن أم سلمة:
1- عطاء بن يسار
أخرج روايته عنها العديد من محدثي أهل السنة وعلمائهم منهم: