نام کتاب : آية التطهير (شبهات وردود) رد على الشيخ عثمان الخميس نویسنده : حسن عبد الله جلد : 1 صفحه : 58
عَلَيْكُمْ) والذي هو جزء من قوله تعالى: (يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا إِذا قُمْتُمْ إِلى الصَّلاةِ فاغْسِلوا وُجوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلى الْمَرافِقِ وامْسَحوا بِرُؤوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فاطَّهَّروا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدوا ماءً فَتَيَمَّموا صَعيداً طَيِّباً فامْسَحوا بِوُجوهِكُمْ وَأَيْديكُمْ مِنْهُ ما يُريدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُريدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرونَ)[1]، فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية بصدد تشريع الطهارة المائية والترابية من الوضوء والغسل والتيمم عند وجوب الصلاة، ثم يخبر فيها أنه إنما أراد لهم بهذا التشريع أن يطهرهم ويتم نعمته عليهم، فيكون معنى قوله: (يُريدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) أن الهدف من جعل هذه الأحكام وتشريعها من غسل ووضوء وتيمم وطهارة هو طهارة الناس من الحدث والخبث، فليس فيه إخبار عن تحقق هذه الطهارة، وإنما هي مرادة لله سبحانه وتعالى من خلال إرادته التشريعية ولا تتحقق إلا بامتثال هذه التشريعات، ولا تكون طهارة مطلقة ومن كل أفراد الرجس، فلا يوجد أحد يقول بأن من امتثل هذا التكليف المذكور في الآية الكريمة يكون طاهرا من كل الأرجاس.
وأما قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ َ) فليس فيه أيضا إخبار عن طهارة أحد وبشكل مطلق ومن جميع أفراد الرجس، فالله عز وجل في هذه الآية يخبر المسلمين بأنه أنزل عليهم ماء من السماء ليطهرهم به - بالماء - ومعلوم أن الماء لا يطهر الإنسان إلا من الحدث والخبث، أما الأرجاس المعنوية فلا يتم تطهيرها عن طريق الماء، فما زعمه الشيخ الخميس من وقوع التطهير لغير أصحاب الكساء زعم باطل وما استشهد به من كلام الله لإثبات ذلك ليس فيه دلالة على شيء مما أراد إثباته.