نام کتاب : علم العروض مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه والاسلاميه نویسنده : المختون، محمد بدوي جلد : 1 صفحه : 439
علم العروض: مقدمة: يقتضي التعريف بعلم العروض أن نقدم بين يدي ذلك كلمة عن طبيعة العربي في شبه الجزيرة التي عاش في رحابها، لا يحجبه شيء عن سمائها ومظاهر الطبيعة فيها، فاتسع خياله اتساع صحرائها, وساعدته اللغة بكثرة مترادفاتها على صياغة الشعر سليقةً وطبعًا، فهم أمة كما قيل: قد حرموا الطعام ومنحوا الكلام، وقد عرفوا بالقصد في القول والإيجاز والفصاحة وإصابة المعنى عن قرب، وغلب عليهم هذا اللون من القول, ألَا وهو الشعر، حتى قيل: إنه قد وجد قبل النثر الذي لا يخضع لنظم ولا قوانين، ولا نعني النثر الفنيّ بحال؛ فقد وصلنا من تراثهم الشعري أكثر مما وصلنا من نثرهم؛ لأنهم اعتمدوا في ديوانهم الشعري على الذاكرة، فاحتفظت به العرب تراثًا على مَرِّ الزمن، لسهولة حفظه؛ لما فيه من الإيقاع والوزن, ولما يحمله من موسيقا، قال ابن فارس: "ذهب علماؤنا أو أكثرهم إلى أن الذي انتهى إلينا من كلام العرب هو الأقل, قال: ولو جاءنا جميع ما قالوه لجاءنا شعر كثير وكلام كثير، وأحر بهذا القول أن يكون صحيحًا"1. وهي كلمة مشهورة لأبي عمرو بن العلاء من قبله. وقد ظلت الأمة العربية على فصاحتها لعزلتها، إلى أن دبَّ اللحن في أوصالها, وخاصة حين اختلط العرب بالعجم بفعل الفتوحات الإسلامية، فاحتاجت إلى وضع العلوم وتدوينها، فكان على رأسها النحو وتدوين
نام کتاب : علم العروض مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه والاسلاميه نویسنده : المختون، محمد بدوي جلد : 1 صفحه : 439