بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الوحدة الإسلامية وجمع شمل المسلمين ورصّ صفوفهم وجمع طاقاتهم على اتّجاهٍ واحدٍ ممّا يتبنّاه كل مسلم واعٍ له إلمامٌ بما يجرى على المسلمين في أراضيهم وعقر دارهم.
ولكن الساحة الإسلامية تشاهد اليوم بعض أصحاب القلم، والصدارة قد جعلوا على عاتقهم تفريق الكلمة، وتكفير بعضهم بعضاً، وتجزئة الأُمّة، بدل توحيدها، وتماسك صفوفها، فلم نزل نشاهد فتوى بعد فتوى في تكفير فرقة دون فرقة وتفسيق طائفة أُخرى.
هذا وذاك دعاني إلى دراسة مسألة الإيمان والكفر في ضوء الكتاب والسنّة حتى يتّضح للقرّاء المتأثرين بهذه الفتاوى حدا الإيمان والكفر، فسوف يتضح أنّه لا يصح لنا تكفير أهل القبلة ما داموا مؤمنين بتوحيد اللَّه تعالى ورسالة نبيه الأكرم- صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم- والمعاد، والطوائف الإسلامية كلّهم متظلّلون تحت هذه الخيمة، رافلين في حلل الإيمان، مبتعدين عما يوجب الخروج عن الإسلام وسيتضح لك ذلك بقراءة الفصول العشرة لذلك الكتاب.
واللَّه من وراء القصد.
جعفر السبحاني
قم المشرفة- 15/ 12/ 1415 ه ق