(1) أمالي الصدوق: الطالقاني، عن الجلودي، عن هشام بن جعفر، عن حمّاد، عن عبد اللّه بن سليمان قال: قرأت في الإنجيل في وصف النبيّ (صلى اللّه عليه و آله و سلم):
نكّاح النساء، ذو النسل القليل، إنّما نسله من مباركة، لها بيت في الجنّة، لا صخب فيه و لا نصب، يكفّلها في آخر الزمان كما كفّل زكريّا امّك، لها فرخان مستشهدان. [1]
و قال ابن المنظور: البركة: النماء و الزيادة ... عن الزجّاج: المبارك: ما يأتي من قبله الخير الكثير، نعم إنّها (سلام اللّه عليها) هي الكوثر، و الكوثر: الخير الكثير.
قال الرازي في تفسيره: في قوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ: و القول الثالث:
الكوثر: أولاده، قالوا: لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّا على من عابه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) بعدم الأولاد.
فالمعنى أنّه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان [2].
فانظر كم قتل من أهل البيت، ثمّ العالم ممتلئ منهم و لم يبق من بني اميّة في الدنيا أحد يعبأ به! ثمّ انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء؛
كالباقر و الصادق و الكاظم و الرضا (عليهم السّلام) و النفس الزكيّة و أمثالهم.
و قال أيضا: إنّا إذا حملنا الكوثر على كثرة الأتباع أو على كثرة الأولاد و عدم انقطاع النسل كان هذا إخبارا عن الغيب، و قد وقع مطابقا له، فكان معجزا. [3]
و قال الآلوسيّ في تفسير إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ:
الأبتر الّذي لا عقب له حيث لا يبقى منه نسل و لا حسن ذكر، و أمّا أنت فتبقى ذرّيتك ...
أقول: يستفاد من كلامهما أنّ فاطمة الزهراء (سلام اللّه عليها) وسيلة لكثرة أولاده و بقاء نسله (صلى اللّه عليه و آله و سلم)، و أنّ ذرّيتها ذرّيته و أولادها أولاده، و هذا من أعظم بركاتها (سلام اللّه عليها).
[2] انظر تفسير الميزان: 20/ 370- 371 توضيحا أكثر، و كذلك كتاب فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد: 86- 87، و فيه إحصاء تقريبي لذرّيتها (عليها السّلام) في العالم.