حملة الخ وقال : ان أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلّا ملك مقرّب ، أو نبي مرسل ، أو مؤمن أمتحن الله قلبه للإيمان. وقال أمرنا سرمستسر وسر لا يفيده إلّا سرّ وسر علي سر وسر مقنع بالسر وأمثال هذه الكلمات منهم كثيرة لا تحصي ، ويحتمل أن يراد بظاهرهم الإمامة والخلافة ، وببطانهم حقيقتهم النورانية المجرّدة التي لا ينال إلي إدراكها أيدي العقول كما قال ظاهري إمامة وباطني غيب لا يدرك ، وقال : نحن في الحقيقة نورر الله الذي لا يزول ولا يتغيّر ، ويحتمل أن يراد بظاهرهم الناطق منهم وبباطنهم الصامت ، فإنّ الحسن والحسين (ع) كانا صامتين في زمن علي (ع) كما أن الحسين كان صامتاً في زمن الحسن (ع) وهكذا سائر الأئمّة وهذا لا ينافي إمامة الصامت كما لا يخفي ، وإليه الإشارة بقوله : «إمامان قاما أو قعدا» وسأل يعقوب السراج أبا عبد الله (ع) فقال متي يمضي الإمام حتّي يؤدي علمه إلي من يقوم مقامه من بعده؟ قال لا يمضي الإمام حتّي يفضي علمه إلي من أنتجبه الله ، ولكن يكون صامتاً معه فإذا مضي ولي العلم نطق به من بعده اه ، وفسر في بعض الأخبار «البئر المعطلة والقصر المشيد» في قوله : «وبئر معطلة وقصر مشيد» بالإمام الصامت والناطق.
قال الشاعر :
بئر معطلة وقصر مشرّف
مثل لآل محمد مستطرف
ويحتمل أن يراد بظاهرهم شاهدهم وبباطنهم غائبهم فيكون العطف للتفسير والتأكيد فيجري فيهما ما تقدم فيهما وكيف كان فلا ريب في أن لهم (ع) وراء عالم شهادتهم وحسهم عالماً آخر هو غيب عن أبصارنا