نام کتاب : البرهان المبين فيمن يجب اتباعة من المرسلين نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي جلد : 1 صفحه : 2
فأني لما كنت في بعض القرى[1]
التابعة لدار السلام بغداد في ذلك العام المظلم وتلك السنة السوداء التي صب فيها
البلاء على نوع الإنسان وترادفت فيها أنواع الخطوب والرزايا على عامة البشر من
ذهاب الأمن العام وفساد النظام وإزهاق نفوس الأبرياء وصبغ الأرض بالدماء، ووقوف
التجارات وانقطاع المواصلات والجلاء عن الأوطان وغير ذلك من أنواع المصائب وأصناف
الامتحان، وقد عم الخطب سائر الأقطار وشمل اكثر المدن والأصقاع، وذلك لسبب الحرب
العالمية والفتنة الأورباوية التي سعر نارها وإطار شرارها أهل المدنية والسلام
والرحمة والحنان، والمعارف الإنسانية على ما كانوا يدعون لأجل أطماعهم الأشعبية
وأغراضهم الدنيوية، وميل طباعهم إلى الجور والظلم وحب الإمرة والاستبداد وقد
انزلوا من جراء ذلك الويل والثبور والدمار والهلاك بعموم البشر وأنواع المخلوقات
فأتلفوا النفوس الفاضلة والأموال الطائلة وهتكوا الحرمات و أرملوا المحصنات و..
و.. ونقضوا قواعد المدنية والعمران ودكدكوا أركان العلم والفضيلة وقهقروا الناس
[1] لما استنفرت الدولة العثمانية العراقيين
للجهاد سنة 1333 ه- وفي راس كتائبهم علماؤهم الروحانيون ومنهم المؤلف دامت بركاته
وفي أثناء إقامته في الكوت كان هناك شخص نصراني بغدادي اظهر الاسلام وتظاهر بهذا
واتخذ له علما إسلاميا( محمد زكي) وكان يسمى( توماس) وقد لازم المؤلف طول الإقامة
في الكوت يستوضح ما استفهم في ذهنه من الشكوك والشبهات ويأخذ منه أحكام الشريعة
المطهرة الاسلامية و إسلامه ولما علم بأمره ذووه ومعارفه استمالوه بكل وسيلة
وذكروه بشرفهم وهددوه بالكنيسة التي كان تابعا لها وكانوا يأتونه بالمنشورات
والرسائل ومن جملتها هذه الرسالة أيهما ولما كان لها عليه تأثير عظيم طلب من
المؤلف نقدها فكتب له ردا مختصرا ووعده برد مطول( وهو هذا).
نام کتاب : البرهان المبين فيمن يجب اتباعة من المرسلين نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي جلد : 1 صفحه : 2