من جهات القوّة و العمق ينبغي أن نسلّط الضوء على شخصيّة مؤلّفه الجليل، و أبرز الجوانب في حياته الفكريّة و العلميّة، جريا على ما هو المتعارف في تقديم المؤلّفات و الكتب و إن كان- رحمه اللّه- غنيّا عن التعريف، مستغنيا عن التوصيف.
لمحات عن المؤلف و حياته العلميّة:
ولد الإمام الخميني- قدّس سرّه- في العشرين من شهر جمادى الثانية عام 1320 ه. ق، و تلقّى دروسه الابتدائيّة في العلوم الإسلامية، حتى كتاب شرح اللمعة الدمشقيّة، و شيء من كتاب المطوّل في مسقط رأسه «خمين».
و في سنة 1239 ه. ق، هاجر إلى مدينة «أراك» و واصل دراسته العلمية هناك مدّة تقارب السنة.
و في سنة 1340 ه. ق، و في أعقاب هجرة آية اللّه العظمى الحائري اليزدي إلى مدينة قم المقدسة هاجر الإمام (المترجم له) إلى هذه المدينة المقدّسة، و تلقّى السطوح على آية اللّه المرحوم الحاج السيّد محمد تقي الخوانساري، و القسم الأكبر منها على آية اللّه المرحوم السيّد علي اليثربي.
كما و تلقّى دروس الفلسفة و الرياضيات على السيّد ميرزا علي أكبر اليزدي و السيّد أبو الحسن الرفيعي القزويني، و أخذ عمدة العلوم العرفانيّة و المعنويّة على العارف الكامل المرحوم آية اللّه الميرزا محمّد علي شاهآبادي، و كان أكثر استفادته في مجال الدراسات العليا (و ما يسمى بالخارج) في الفقه و الأصول من دروس آية اللّه العظمى الحائري اليزدي مؤسّس الحوزة العلميّة بقم المقدسة، و إن استفاد- قدّس سرّه- من علماء آخرين من الأساطين كالشيخ محمّد رضا مسجد شاهي- صاحب كتاب «وقاية الأذهان» في علم الأصول- و السيّد مير محمّد صادق الأصفهاني و هو جدّ الشهيد المظلوم آية اللّه البهشتي- رحمه اللّه.