المصادر ان الامام لما جاء الى قم في سنة 1340 ه كطالب شاب، واصل دروسه في المقدمات و السطوح، و لم يغفل عن دراسة الحكمة و الحساب و الهيئة و بعض المباحث الاخلاقية. و من ذاك مزج العلوم الظاهرية بالباطنية منها، و تعلقت خاطره بالمباحث العرفانية، و نضجت خصائصه على مرويات اهل بيت العصمة و تعاليم الالهيين من الحكماء الاسلاميين؛ و برز كعالم ذي فنون و الى جانب هذا اخلاقي كبير يهتم بشئون نفسه قبل تدريب الآخرين و يحافظ دائماً على الاوراد و الآداب القلبية و المعنوية. فلا بُعد ان نجده يبدأ بتأليف كتاب عرفاني خدم به احدى المرويات عن الائمة المعصومين، عليهم السلام.
و هو كما يظهر للمتأمل، طويل الباع في استقصاء صائبات الآراء، فتراه ينقل من هذا و ذاك، و ينقد احياناً ما يراه مائلًا عن طريق الصواب أو لا يلائم مذهب المشايخ العظام و العلماء الاعلام. و حينما تظنه خارجاً وضع كتابه فقد يعتذر اليك بأن: «عشق الاسماء الالهية و النعوت الربانيه جرني الى هذا المقام من الكلام». [1]
و هو كثير النقل عن شيخه الشاهآبادي (ره) شديد الاعتناء بآرائه و انظاره؛ و لا غرو فانه قد لعب دوراً هاماً في حياة المؤلف الروحية. فترى ذاك الطالب النشيط الذي تمكن حب الاسماء الالهية من قلبه، قد وجد طلبته عنده، و ارتضى طريقته في سلوك منازل العرفان و السير الى اللَّه، و اشغلته دروسه عن التطلع الى حلقات الآخرين.
و البحث عن نشاطات الامام العلمية و الذوقية في كتابه هذا يطلب مجالًا اوسع، و لن تفي هذه السطور حقه كما يليق. فلا بد من إفراد رسالة بهذا الشأن، نتركه للاساتذه و المحققين ذوي الاعتناء بأفكار و آثار الامام الخميني (قدّس سرّه).
و نحن اليوم نعتز ان نقدم الى العلماء و الباحثين هذا الكتاب الخالد في حلته