حسن بن يوسف بن على بن مطهر فاحكم اساس البحث و النظر و نظر فى كتب
القوم ما تقدم منها و ما تاخر فهذبها و حرركتبا فى الاصول و صادف ما
كتبه فيه كسائر ما الفه فى المعقول و المنقول اقبالا خاصا يليق بشأنها من
العلماء الفحول لاسيما ما سماه بنهج الوصول فقد تصدى لشرحه جمع من
الفضلاء و كان اكثر مدار البحث و التدريس فى الاصول على ما الفه , و
كان جريان الامر الى زمان الشهيد الثانى فى تلك المدة التى تزيد على
قرنين عليه حتى يمهد العالم الربانى زين الدين بن نورالدين الشهير
بالشهيد الثانى قواعد الاستنباط للمجتهدين و سماه بتمهيد القواعد ,
ثم الف بعده انه الحسن جمال الدين كتابه الموسوم بمعالم الدين
و كان ذلك الكتاب لسلاسة تعبيره و سلامة تنظيمه وجودة جمعه و تاليفه
و كونه سهل التناول كثير التداول بحيث انسى ما كتبه السلف و ما اغنى
عنه ما الفه الخلف فاقبلوا عليه بالتحشية و التعليق و امعنوا فى
مباحثه بالتدقيق و التحقيق و احسن تلك التعاليق من حيث البسط و
التفصيل و امتنها من جهة التحقيق ما علقه عليه العالم الاصولى الشيح
محمد تقى سماه بهداية المسترشدين ,
و كان كتاب المعالم من زمان التاليف الى العاصر الحاضر فى جمع
تلك المدة التى تبلغ خمسة قرون من حيث التدريس و التعلم معمول و لعله
يكون كذلك متى كان همم الحصلين الى تحصيل الاصول مشغول و لم يؤلف فى
القرنين الاولين من تلك القرون مؤلفات مهمة تقع من حيث المدارسة فى
عرض المعالم او طوله و لعله كان ناشئا من كثرة الاخباريين و غلبتهم و
طعنهم على علماء الاصول الى ان قام رئيس المائة الثانيعشر الاصولى
الفحل مالك ازمة الفضل الاستاذ الاكبر المولى الاجل