و ذلك لان الشيخ المفيد ( ره ) كان يفيد العلم على تلامذته و
هم فى نقد العلوم
جهابذة كالسيد السند الاجل الاوحد السيد مرتضى
الشهير بعلم الهدى ( قده ) و شيخ الطائفة و استاذ العلوم الحقة ابوجعفر
محمد بن الحسين بن على الطوسى و سلاربن عبدالعزيز الديلمى و غير هم من
اساطين الفن و اساتيذ العلم ,
فقد صنف الاول كتبا و رسائل عديدة عمدتها : الزريعة فى اصول
الشريعة وصنف الثانى كتاب عدة الاصول و هو من احسن الكتب المصنفة فى
هذا العلم فصار فى هذا الزمان علم الاصول مورد البحث و التدريس و
التاليف و توجه اليه امثال هذه الفحول و صنفوا فيها كتب قيمة ذات
ابواب و فصول ,
ثم بعد الشيخ الطوسى قدس سره القدوسى توقف سير الاجتهاد فى
مسائل الفقه مدة
تقرب من قرن لحسن ظن تلامذته بما استنبطه و افتى
به فى كتبه فكانوا فى الحقيقة المقلدين له بل مسمين به و مقتفين اثره
فيما اجتهاد و لايتجاوزون عما افاد و لايتكلفون البحث فيما زاد ,
حتى قام باعباء الاجتهاد و اقام سوق البحث و الانتقاد سبطه
الامجد الفقيه الاوحد
محمد بن احمد و حفيد ابن ادريس الممجد فالف
فى الفقه الاستدلالى كتابه السامى السرائر الحاوى لتحرير الفتاوى و
انفتح باب البحث و الاجتهاد بعد ما كاد ان يقع فيه الانسداد او كان
فانتحى تلاميذه تبعا للاستاذ نحو الاصول بالاستناد ثم تلاميذ
تلاميذه كالمحقق الحلى ابى القاسم نجم الدين جعفر بن حسن بن سعيد صاحب
شرايع الاسلام فالف فيها المعارج و غيره ,
فانتقل الدور بعده الى تلميذه و ابن اخته الذى انتشر صيت علمه
فى الافاق و اشتهرله لقب العلامة على الاطلاق , آية الله بالاستحقاق