الحمد للّٰه الّذي نوّر قلوبنا بلوامع الإدراك و التبيان،و أظهر جلاله بنور المعالم و المحاكم المختفي لشدّة ظهوره و قصور الإدراك،و جعل أبواب الحكمة و العلم استناداً لكل طالبها،ثمّ الصلاة على نبيّك محمّد صلى الله عليه و آله المرسل لاحتجاج الناس بالتبليغ،و إثارة دفائن عقولهم،و إحياء ميثاق فطرتهم،و الأئمّة صلوات اللّٰه عليهم أجمعين الّذين هم كانوا أحداً من الثقلين،و ركناً من السنة،و اللعن على أعدائهم أجمعين.
اما بعد:فالأصول من العلوم الّتي من أهمّ المسائل الفروعيّة،و مقدّمات لاستنباط افعال المكلفين الّتي كانت موضوعاً لأنّ المسائل الأصولية و قواعدها على أقسام أربعة:الأول:ما يثبت الحكم الشرعي بعلم وجداني و هي داخل في مباحث الاستلزامات العقلية كمبحث مقدمة الواجب.
الثاني:ما يشتبه بعلم جعلي تعبدي و هي مباحث الحجج و الأمارات.
الثالث:ما يعيّن الوظيفة العلميّة الشرعيّة بعد اليأس عن الظفر بالقسمين المتقدمين كالاستصحاب و البراءة و الاشتغال.
الرابع:الشرعيّة،و هي مباحث الأصول العمليّة العقلية كالبراءة و الاحتياطين العقليين و مبحث الظن الانسدادي-بناءً على الحكومة [1].