يعتبر قانون
العقوبات من أهم مسائل النظام الاسلامي، و إن كان طريق حلّ المشاكل الاجتماعية لا
ينحصر في جعل و إجراء العقوبات، بل لا بدّ أن تكون هداية المجتمعات الانسانية نحو
الخير و السعادة عن طريق التعليم و التربية و الايمان و التقوى و التوعية
الثقافية، إلّا أنّه في كلّ مجتمع لا ريب في وجود ثلّة من المفسدين و المتمردين و
الخارجين عن القانون الذين ليسوا أهلا للهداية و لا تنفعهم تلك الطرق، و هم مصداق
«و لا يقيم الناس الا السيف». [1]
فإذا قوبلت
هذه الفئة المفسدة بقوة و صرامة و سرعة فسيزول خطرها أو يقلّ و يضمحل، في حين أن
التسامح و التراخي و إبداء الضعف و عدم القدرة في التصدّي لهم سيكون سببا في
ازدياد تجرئهم و تماديهم و مخالفتهم للقانون و طغيانهم إلى حدّ يجعل القلّة
القليلة تسوق المجتمع بأسره نحو عدم الأمن و الفساد و الخوف و القلق.
لهذا السبب
اتخذت الشريعة الاسلامية المقدسة- و التي تسقى من منبع الوحي- عقوبات شديدة صارمة
و مدروسة بدقة و حكمة تجاه هذه الفئة من العصاة المردة و الطغاة الفاسدين ليرتدّوا
على أعقابهم. و هذه العقوبات يصطلح عليها «الحدود» أو «الحدود و التعزيرات».
و يمتاز نظام
العقوبات الاسلامي بالخصائص التالية:
[1]- وسائل الشيعة، المجلد 11، الباب 1، من
أبواب جهاد العدو.