سبحانه و الاستغفار مهلة. فاحذر من أن تكون كذلك فتكون من أهل الحسرة و الندم على تأخير التربة و الانابة، و قول «رَبِّ اِرْجِعُونِ `لَعَلِّي أَعْمَلُ صََالِحاً فِيمََا تَرَكْتُ[1] .
و ثالثة: في أن الدنيا ليست الا دار عناء و تعب و مشقة و محنة و نصب، و ان صفوتها ممزوجة بكدورة، و راحتها مقرونة بعناء، و ان اللّه لم يخلق فيها الراحة، كما قال تعالى في الحديث القدسي: ان عبادي يطلبون مني شيئا لم أخلقه و هو الراحة في الدنيا، و يدعون طلب ما خلقته و هو النعيم المقيم. فانك-بنيّ-اذا تفكرت في ذلك هان عليك ما تلقاه من شدة، و رغبت في عمل الآخرة، و التفت الى انه اذا كان لا بد في الدنيا من التعب و المشقة، فتحمل المشقة للنعيم الدائم أولى و أهون.
و رابعة: فيما تستقبله قريبا من عوالم ما بعد الموت من القبر و البرزخ و الحشر و النشر و تطاير الكتب و تجسم الاعمال و العقائد و الحساب و الصراط و الميزان و ما اعد