و صفاء القلب، و له مدخل عظيم في رفع الكدورات، و كسر الشهوات، و التجافي عن دار الغرور، و التوجه الى دار الخلود و السرور، و انه رأس العبادات و رئيسها، و لب الطاعات و روحها. و قد ورد أن افضل العبادة التفكر في اللّه تعالى و في قدرته [1] .
و علّل بأن الفكر يوصل العبد الى اللّه سبحانه، و العبادة توصله الى ثواب اللّه عز و جل، و الذي يوصل اليه تعالى خير مما يوصل الى ثوابه. و بأن الفكر عمل القلب، و العبادة عمل الجوارح، و القلب اشرف من سائر الجوارح، فعمله يقتضي أن يكون أشرف من عمل سائر الجوارح، و ورد ان تفكر ساعة خير من عبادة سنة، او ستين سنة، او سبعين سنة، على اختلاف الروايات [2] المحمول على اختلاف مراتب التفكر.
و ان من التفكر ما ينجي الانسان من النار، كما نجى الحر بن يزيد الرياحي بتفكر ساعة، و لو كان قد تعبد سنة، بل سنينا لم تكن عبادته تنفعه مع ما كان عليه، لكن تفكر ساعة نفعه و نجاه، و لذا جعل تفكر ساعة خيرا من
[2] مستدرك الوسائل 1/88 حديث 6، فيه و روي فكر ساعة خير من عبادة سنة، فسألت العالم موسى بن جعفر عليه السّلام عن ذلك فقال: تمر بالخربة و بالديار القفار فتقول: اين بانوك؟اين سكانك؟... الى آخر الحديث.