فاياك-بنيّ-ان تصرف حينئذ تمام عمرك في طلب المعيشة و تترك طلب العلم بالمرة، فتكون كالبهيمة او أضل سبيلا، و تجهل تكاليفك و تكون قراءتك للقرآن و الادعية مجرد لقلقة اللسان من دون فهم للمعنى.
و ارى اتخاذ قراءة التعزية مكسبا اولى لك من سائر المكاسب لاجتماعها مع طلب العلم و التفقه.
و عليك ان اخترتها بحفظ اللسان من الكذب و البهتان على اهل البيت عليهم السّلام، و لا تذكر من المصائب الا ما بها رواية معتبرة تنسبها اليها، او تنقل ما رواه الشخص المعين، و لا تزعم ان كثرة بكاء الناس تتوقف على الاكثار من ذكر المصائب، بل تحصل بادخال المصيبة في قلب الشيعي بتقريب حسن، و لذا فعليك بتقديم بيان كرامة من كرامات من تذكر مصيبته من اهل البيت عليهم السّلام و تعقب ذلك بذكر المصيبة، فان لذلك مدخلا عظيما في تأثير ذكر المصيبة في القلب، و زيادة البكاء، كما يقضي به الاعتبار و التجربة.
و اياك و ان تكون طبيبا، فان خطر الطب عظيم، و تبعاته
ق-و اجملوا في الطلب و لا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق ان تطلبوه بشيء من معصية اللّه، فان اللّه تعالى لا ينال عهده الا بطاعته، قد قسم الارزاق بين خلقه، فمن هتك حجاب الستر و عجل فأخذه من غير حله، نقص من رزقه الحلال و حوسب عليه يوم القيامة.