فقد لا يمهلك ملك الموت لذلك، و ما مثل من يؤخر التوبة و يتسامح فيها الا مثل من احتاج الى قلع شجرة لا تنقلع الا بمشقة فقال: اؤخرها ثم اعود اليها بعد ايام او شهور او سنين و هو يعلم انها كلما بقيت ازدادت رسوخا و قوة، و هو كلما مضى من عمره ضعفت قوته، و زاد عجزه و كسله، بل ربما يؤدي الى امتناع قلعه لها، و ما ذلك الا حمقا و سفها.
و اعلم-بنيّ-ان اللّه تعالى شأنه يؤجل عبده بعد الذنب الى سبع ساعات، او تسع ساعات، او يوما على اختلاف الاخبار [1] ، فان استغفر و تاب لم يكتب عليه الذنب، فاذا صدر و العياذ بالله منك الذنب، فبادر الى التوبة و الاستغفار قبل مضي اقل تلك الآجال-اعني السبع ساعات-فان المنع من ان يكتب اسهل من طلب
[1] وسائل الشيعة 2/480 باب وجوب استغفار من الذنب قبل سبع ساعات حديث 3 عن ابي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قال: من عمل سيئة اجل فيها سبع ساعات من النهار فان قال «استغفر اللّه الذي لا اله الا هو الحي القيوم و أتوب اليه» ثلاث مرات لم تكتب عليه. و حديث 4 عن زرارة قال سمعت ابا عبد اللّه الصادق عليه السّلام يقول: ان العبد اذا أذنب اجل من غدوة الى الليل، فان استغفر لم تكتب عليه.