responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هوية التشيع نویسنده : الوائلي، الشيخ أحمد    جلد : 1  صفحه : 186

وعليه يجب أن نرمي كل كتب التراث بالبحر إذا كانت قابلة لهذا التصوّر ولا يبقى بها ثقة إرضاء لسواد عيون بعض من لا يروق له الإِذعان للحق ويطربه أن يتأصل الخلافة بين المسلمين إنّنا مدعوون الى حمل شعار القرآن: (إنّ هذه اُمتكم اُمةً واحدة وأنا ربّكم فاعبدون) الأنبياء/92 وما أروع إيماءة القرآن بالأمر للامة بعبادة الله عقب ذكر وحدة الاُمة ففي الآية إشارة إلى أنّ كثيراً من الناس يعز عليهم وحدة الاُمة لأنّ مصلحتهم المادية في فرقتها ولأنّ أصناماً من العصبية في رؤوسهم يعبدونها وقد أمرهم الله تعالى بنبذها وعبادته وحده لأنّه وحّد الأمة وصهرها بكلمة التوحيد.

التقية وأحكامها

ومما اُلصق بالشيعة وأصبح لا يتخلف عنهم عندما يخطرون في الذهن وكأنّه عضو منهم خاصة دون باقي المسلمين: التقية، والذي ساعد على ذلك أنّ التشيع انفرد على مدى تاريخه بالتعرض إلى ضغط يفوق الوصف لأنّه يشكل جبهة المعارضة في وقت لا معنى للمعارضة إلا العداء وليس كما تعطيه لفظة المعارضة من مدلول في الوقت الحاضر، وكان اعتيادياً أن يتعرضوا إلى مطاردة وتنكيل، وكان لا بد من المحافظة على أنفسهم من الإِبادة التامة فلجئوا إلى التقية باعتبارها وسيلة يقرها الدِّين للإِحتماء بها عند الضرورة ورووا لها سندها من الكتاب والسنة وكان من الأولى أن يمدحوا على ذلك لأنّهم استعملوا ما أمر به الشارع لحفظ النفس عند الخطر، ولئلا يعرضوا إلى أحد أمرين اما الإِبادة، أو الإِنهيار، والإِرتماء في أحضان الظالمين كما فعل غيرهم ممن آوى إلى فراش الحكم والحكام يرتع في موائدهم ويعيش في حمايتهم ويتكلف الأدلة لتصبح آراؤهم منسجمة مع الشرع، كما قال ابن خلكان في ترجمة أبي يوسف القاضي: قال: إنّ زبيدة زوجة الرشيد كتبت إلى أبي يوسف القاضي ما ترى في كذا، وأحب الأشياء إلي أن يكون الحق فيه كذا فأفتاها بما أحبت فبعثت إليه بحُقٍّ فضّة فيه حقاق فضة

نام کتاب : هوية التشيع نویسنده : الوائلي، الشيخ أحمد    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست